في عالم سريع التطور يميزه التدفق المعرفي، وتنوع وسائل الاتصالات وتوافرها وتكاثفها الكبيرة، وسرعة تطورها السريع، والانفتاح على جميع جوانب الحياة العلمية والتعلمية، لم تعد المعلومات حكرا على أمة أو جهة معينة دون غيرها، ولم تعد المعرفة حبيسة الغرف المغلقة، ولم يعد هناك عائق أمام وصول الانسان للمعلومة التي يريدها في أي وقت، ومن مختلف المصادر المتاحة أمامه عبر شبكات الاتصال والمعلوماتية.
ولأن مبحث التكنولوجيا هو أحد المباحث التفاعلية، والتي يجب تحديثها باستمرار لتواكب التطورات السريعة في العالم التكنولوجي، فقد قامت الإدارة العامة للمباحث العلمية في مركز المناهج بإجراء دراسة تقويمية شاملة لمنهاج التكنولوجيا، الذي بدأ تطبيقه على الصف الخامس، السادس عام 2000 ميلادي واكتمل تطبيقه في الصف الثاني عشر عام 2006 ميلادي تحت مسمى مبحث تكنولوجيا المعلومات.
وقد تناولت الدراسة التقويمية المنهاج المكتوب بوثائقه المختلفة (الخطوط العريضة، والكتب المدرسية) والمنهاج المطبق الذي يمثله كل من المعلم (معرفته ومهارته واتجاهاته) و(البيئة المدرسية بعناصرها المادية والمعنوية) والمنهاج المكتسب الذي يمثله الطالب بما اكتسب من معرفة ومهارات واتجاهات إيجابية نحو التكنولوجيا وتطبيقها في الحياة، كما شملت الدراسة العناصر الأساسية التي تعتمد عليها عملية التطوير والتحديث.
تحوي الكتب الدراسية الجديدة ستة محاور أساسية تتناوب أربعة منها في كل صف من الخامس حتى الثاني عشر، وهي: نفكر في التكنولوجيا، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتكنولوجيا التحكم الآلي والنقل، وتكنولوجيا الزراعة وتكنولوجيا البناء والطاقة، والتكنولوجيا الطبية، وبحيث تعرض المفاهيم العلمية والتعليمية لتلك المحاور بشكل لولبي على مدار سنوات تعلم المنهاج الدراسي الفلسطيني.
وتعمل المحاور الستة على أن يصبح مبحث التكنولوجيا اللبنة الأساسية في تنفيذ المناهج الأخرى، كونه يهدف الى بناء القدرات التكنولوجية الحديثة المتطورة لدى الطلاب، وينقلهم من التعلم النظري الة التطبيق العملي، ويشجع العمل الجماعي للانطلاق الى المجتمع بروح بناءه، وهو يركز بمضمونه العام ونشاطاته على كفايات التصميم والتنفيذ، ويعزز النظرة التحليلية ويحفز طرائق متشبعة ومتنوعة في التفكير، وخاصة مهارات حل المشاكل.
في الكتاب المقرر الجديد يوجد ربط في الطرح بين التكنولوجيا والمباحث الأخرى، التي سيتم توفيرها لكم في هذا المقال جميعها، كما يراعي العلاقات المتبادلة بين الانسان والبيئة، وهو يأتي لتحقيق الرؤية العامة لمبحث التكنولوجيا في المدارس الفلسطينية وخاصة قطاع غزة.
نضع بين أيديكم كتب المنهاج الفلسطيني للصف الخامس الابتدائي الفصل الدراسي الأول